أحمد زويل (1946-2016) هو أحد أبرز العلماء المصريين الذين تركوا بصمة خالدة في مجال العلوم، وخصوصًا في الكيمياء الفيزيائية. اشتهر بابتكاراته الرائدة التي أحدثت ثورة في مجال دراسة التفاعلات الكيميائية على المستوى الذري والزمني. يُعرف بأنه “أبو الفيمتوثانية”، وهي الوحدة الزمنية التي استخدمها لدراسة الظواهر الكيميائية التي تحدث في أجزاء صغيرة جدًا من الثانية.
نشأته ومسيرته العلمية:
ولد أحمد زويل في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة بمصر عام 1946 ونشأ في مدينة دسوق. أظهر شغفًا بالعلم منذ صغره، وكان متفوقًا في دراسته. حصل على بكالوريوس العلوم في الكيمياء من جامعة الإسكندرية عام 1967 مع مرتبة الشرف.
بعد ذلك، سافر إلى الولايات المتحدة للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في الكيمياء. وبعد إنهاء دراسته، عمل في عدد من الجامعات والمراكز البحثية المرموقة، وأبرزها معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك) الذي أصبح أستاذًا متميزًا فيه.
إنجازاته العلمية:
اختراع تقنية الفيمتوثانية:
تعد أعظم إنجازات زويل هو تطويره لتقنية التصوير بأشعة الليزر في زمن الفيمتوثانية (جزء من مليون مليار جزء من الثانية). مكّن هذا الاختراع العلماء من دراسة التفاعلات الكيميائية في الزمن الحقيقي، مما ساعد في فهم العمليات الكيميائية المعقدة التي تحدث في الخلايا والأنسجة.
نيل جائزة نوبل في الكيمياء (1999):
حصل أحمد زويل على جائزة نوبل تقديرًا لاكتشافه “الكاميرا فائقة السرعة” التي تلتقط التفاعلات الكيميائية أثناء حدوثها. كان أول مصري وعربي ينال هذه الجائزة في مجال العلوم.
مؤلفاته وأبحاثه:
كتب زويل العديد من الكتب العلمية التي تُبرز أهمية العلم والتكنولوجيا في تقدم البشرية، مثل:
• عصر العلم.
• رحلة عبر الزمن.
• حلم زويل.
كما نشر مئات الأبحاث العلمية في كبرى الدوريات العلمية العالمية.
جهوده في دعم العلم والتعليم:
كان أحمد زويل شغوفًا بتطوير التعليم والبحث العلمي في العالم العربي. أسس مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا في مصر، التي تهدف إلى إعداد جيل من العلماء والمبتكرين لدفع عجلة التقدم في المنطقة.
جوائز وتكريمات:
نال أحمد زويل أكثر من 100 جائزة دولية، من بينها:
• وسام الاستحقاق من الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
• جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم.
• أُطلق اسمه على العديد من المراكز العلمية والجوائز.
وفاته وإرثه:
توفي أحمد زويل في 2 أغسطس 2016 عن عمر يناهز 70 عامًا، تاركًا إرثًا علميًا كبيرًا ألهم ملايين الشباب حول العالم. لا تزال إنجازاته تسهم في تطوير مجالات مثل الطب، الكيمياء، والفيزياء.
الخاتمة:
كان أحمد زويل نموذجًا للعالم الذي دمج بين شغفه بالعلم وحبه لوطنه. ألهمت إنجازاته أجيالًا من العلماء، وجعلته رمزًا للأمل والإبداع. لقد أثبت أن العمل الدؤوب والعلم يمكن أن يغيرا حياة الأفراد، بل والعالم بأسره.